الاستدلال بالقرآن
حقوق الحيوان فى الإسلام الإسلام دين يُعلّم الرحمة و العطف تجاه جميع المخلوقات ، بما فى ذلك الحيوانات. فى التعاليم الإسلامية ، فإن الحيوانات جزءاً من خلق الله و لها الحق فى أن تُعامل بإحترام و كرامة. هذا المفهوم لحقوق الحيوان متجذر بعمق فى المعتقدات و الممارسات الإسلامية ، و يتوقع من المسلمين أداء واجبهم فى رعاية الحيوانات.
يحتوى القرآن على عدة آيات تؤكد على أهمية حقوق الحيوان. و من هذه الآيات قول الله سبحانه و تعالى { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ. (73) } [سورة يس].
و أيضاً قول الله سبحانه و تعالى { وَما مِنْ دَابَّةٍ فِى الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مَا فَرَّطْنا فِى الْكِتابِ مِنْ شَئ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ } [الْأَنْعَام: 38]. تؤكد هذه الآيات و غيرها على فكرة أن الحيوانات خُلقت لغرض ، و لكن يجب أيضاً أن تعامل بإحترام و لطف و رحمة.
الحديث و حقوق الحيوان
الأحاديث النبوية من أقوال و افعال النبى مُحمد { عليه افضل الصلاة و السلام } تؤكد على أهمية حقوق الحيوان فى الإسلام. فى أحد الأحاديث النبوية ، ومن صور رحمته ـ صلى الله عليه و سلم ـ بالحيوان ـ أن بين لنا أن الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة.
فعن أبى هريرة – رضى الله عنه – أن النبى – صلى الله عليه و سلم – قال { بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئراً ، فنزل فيها فشرب ثم خرج ، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى (التراب) من العطش. فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذى كان بلغ منى ، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب ، فشكر الله له فغفر له. قالوا : يا رسول الله ، و إن لنا فى البهائم لأجرا ؟ فقال { فى كل ذات كبد رطبة أجر }. و أعجب من ذلك ما رواه أبو هريرة – رضى الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه و سلم – { بينما كلب يطيف بركية (بئر) ، قد كاد يقتله العطش. إذ رأته بغى من بغايا بنى إسرائيل، فنزعت موقها (خُفَّها)، فاستقت له به ، فسقته إياه، فغفر لها به.
و أوضح لنا النبى – صلى الله عليه و سلم – أيضاً أن الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار. فقال – صلى الله عليه و سلم – { دخلت امرأة النار فى هِرَّة “قطة” ، ربطتها ، فلا هى أطعمتها ، ولا هى أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا }. و غير ذلك
الذبيحة الحيوانية فى الإسلام
التضحية بالحيوانات ممارسة شائعة فى الإسلام ، خاصة خلال عطلة عيد الأضحى. و مع ذلك ، حتى فى هذه الممارسة ، يتم التأكيد على حقوق الحيوان. حسب التعاليم الإسلامية ، يجب معاملة الحيوان بلطف و رحمة ، و يجب أن تتم التضحية بطريقة إنسانية.
نصائح لممارسة حقوق الحيوان فى الإسلام
فيما يلى بعض النصائح لممارسة حقوق الحيوان فى الإسلام :
1- إبداء اللطف و الاحترام للحيوانات : يؤكد الإسلام على أهمية معاملة الحيوانات باللطف و الاحترام. و ذلك حتى بالطرق الصغيرة ، مثل إطعام قطة أو طائر ضال ، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابى على حياة الحيوان.
2- انتبه إلى المنتجات الحيوانية : يتم الحصول على العديد من المنتجات الحيوانية ، مثل الجلد و الفراء ، من خلال ممارسات قاسية و غير إنسانية. كمسلم ، من المهم أن تضع فى اعتبارك المنتجات التى نستخدمها و أن تختار البدائل الأخلاقية و المستدامة.
3- تجنب دعم القسوة على الحيوانات : تشتهر العديد من الصناعات ، مثل صناعة اللحوم و الألبان ، بمعاملتها غير الإنسانية للحيوانات. و لذلك من المهم تجنب دعم هذه الصناعات و اختيار المنتجات التى يتم الحصول عليها من مصادر أخلاقية.
4- التحدث ضد القسوة على الحيوانات : إذا شاهدت القسوة على الحيوانات ، فمن المهم التحدث ضدها. يمكن أن يشمل ذلك الإبلاغ عن الإساءة إلى السلطات المختصة ، أو ببساطة رفع مستوى الوعى حول هذه القضية.
الخاتمة
حقوق الحيوان هى جانب أساسى من التعاليم الإسلامية. و لذلك يؤكد الإسلام على أهمية معاملة الحيوانات باللطف و الرحمة و الاحترام. يُتوقع من المسلمين أداء واجبهم فى رعاية الحيوانات من خلال تزويدهم بالطعام الكافى و الماء و المأوى و الرعاية الطبية. من المهم أيضاً تجنب الصناعات الداعمة التى تروج للقسوة على الحيوانات و التحدث علانية ضد إساءة معاملة الحيوانات.
